هذا هو السؤال الأول والأهم الذي يفكر فيه ويسأله جميع من هو مقبل على البناء، وهو سؤال منطقي ومتداول جدا في المجتمع، ولأن المتطلبات والذوق العام والقدرة على تحمل التكاليف تختلف من شخص لآخر، فالإجابات عليه في العادة تكون متباينة دون ترجيح تبعًا للشخص الذي سبق أن مر بتجربة مماثلة.
والإجابة على هذا السؤال بشكل صحيح مرتبطة بك وبشخصيتك وإمكاناتك المادية، ومن الطبيعي أن تختلف هذه العوامل من شخص لآخر، وبالتالي يجب أن تصنف نفسك تبعا للخيارات التالية:
على خلاف ما يعتقده أو يقوله لك بعض من مر بتجارب البناء الذاتي، فإن البناء الذاتي أقل كلفة من شراء منزل جاهز من السوق بما لا يقل عن 20-30% من القيمة الإجمالية، وذلك طبعا إذا تمت عملية البناء بطريقة صحيحة ومدروسة.
وكن على يقينٍ تام بأن من نصحك بعدم خوض هذه التجربة، قد أخفى عليك كمًّا هائلاً من الأخطاء التي وقع بها أو التعديلات الكبيرة التي أجراها بعد اعتماد المخططات، مما أدى إلى زيادة التكلفة عليه وخروجها عن الميزانية الأولية المعتمدة للبناء.
فإذا تمت عملية البناء بطرق غير دقيقة وواضحة منذ البداية، وخضعت إلى تعديلات متعددة ومتكررة بعد التصميم النهائي والبدء في التنفيذ، فحينها من الطبيعي أن يصبح البناء الذاتي أعلى تكلفة من شراء عقار جاهز من السوق، وستكون أنت بعدها أحد الذين ينصحون الناس المقبلين على البناء الذاتي بعدم البدء بهذه التجربة والاتجاه إلى شراء السكن الجاهز من السوق، وستخفي عليهم أيضا الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إخفاقك في هذه التجربة.
أما إذا كنت من الذين يفكرون بهدوء ويتخذون قراراتهم بصرامة وبعد طول تمحيص واستشارة لأهل الاختصاص قبل البدء في عمليات التنفيذ، ولا تسمح لأحد بالتدخل في قراراتك، وترفض اقتراح التعديلات بعد البدء بالتنفيذ، فالأفضل والأوفر لك هو أن تبني منزلك بنفسك.
شراء منزل جديد لا يحتاج إلى زمن طويل، فإذا توفر البيت المناسب، وكانت قيمته (أو دفعاته) جاهزةً لديك، فإنجاز الأمر وانتقالك لبيتك الجديد لا يتعدى الشهر من الزمن الذي يتم خلاله إجراء عملية البيع ونقل الملكية.
أما في حالة البناء الذاتي، فغالبًا ما يمتد زمن البناء من 6 أشهر إلى سنة، وقد يمتد إلى أكثر من ذلك إذا كانت الميزانية المعتمدة للبناء غير مدروسة بشكل صحيح أو كانت الدفعات غير متوفرة في أوقاتها المحددة، وبالتالي فالبناء الذاتي يحتاج إلى الصبر وعدم الملل.
فإذا كنت تجد نفسك غير قادر على توفير الدفعات النقدية في أوقاتها المناسبة، أو لا تتحلى بطول البال والهدوء والصبر خلال فترة البناء، فننصحك بشراء منزلك مباشرة من السوق.
تختلف الأذواق بشكل عام بين الناس، وبناءً عليه فجميع شركات التطوير العقاري الناجحة تعمل بشكل مسبق على دراسة الذوق العام للمجتمع الذي تعمل به، فتنفذ منتجاتها السكنية بما يتوافق مع غالب الذوق العام للشريحة المستهدفة من قبلها ومتطلبات معظم الباحثين عن السكن.
فإذا كنت صاحب مزاج خاص، وممن يهتم ويدقق بالتفاصيل والأبعاد والألوان، ولك متطلبات خاصة لا تقبل بغيرها، وتفكر بالتعديلات قبل شراء العقار، فاعلم مقدمًا أن تكاليف التشطيب تمثل في الأصل جزءًا كبيرًا من تكلفة البناء وتزيد في غالب الأحوال عن 50% من تكلفته الإجمالية، فما بالك لو أضفت إليها تكاليف أعمال الهدم والترحيل؟
أي إن التكلفة الإجمالية ستكون عالية جداً، وقد لا تحقق كامل الطموحات المرجوة منها، وبالتالي فالنصيحة لك هي أن تبني منزلك بنفسك.
يعتبر موقع المنزل من أهم النقاط التي يجب أن تفكر بها جيدًا قبل إقدامك على بناء منزل جديد أو شرائه؛ فهو يشكل عاملاً مهمًا من عوامل تضييق الخيارات المتاحة أمامك، كمستقبل المنطقة عمرانيا، وبعدها عن مقر عملك والخدمات المتاحة حوله، وبعده عن الذين ترتبط بهم بعلاقات لصيقة كالأهل والأقارب والأصدقاء، وغيرها.
فإن لم تكن تتوفر في المنطقة التي ترغب في السكن بها أراضٍ متاحة للبناء، أو كانت نادرة أو غالية الثمن ولا تعكس قيمتها الحقيقية، فبالتالي أنت مضطر إلى اللجوء إلى شراء مسكنك من المساكن المعروضة للبيع في المنطقة المستهدفة.
فقط أحضر ورقةً وقلمًا واتبع الخطوات التالية